العقود التجارية في المغرب: البنود الأساسية ونقاط الحذر

نشر في يونيو 2, 2025

العقود التجارية في المغرب: البنود الأساسية ونقاط الحذر

يخضع قانون العقود في المغرب بشكل أساسي لظهير الالتزامات والعقود (DOC) الصادر في 12 أغسطس 1913. يكرس هذا النص الأساسي مبدأ حرية التعاقد، مما يسمح للأطراف بتحديد محتوى اتفاقياتهم بحرية، مع مراعاة الامتثال للقواعد الإلزامية، لا سيما تلك المتعلقة بالنظام العام والأخلاق. بالنسبة للعقود التجارية، يجب إيلاء اهتمام خاص لبعض البنود الأساسية.

فيما يلي بعض البنود التي لا غنى عنها ونقاط يجب الانتباه إليها:

الشرط الجزائي (التعويضات المحددة)

يسمح الشرط الجزائي للأطراف بتحديد مبلغ التعويضات المستحقة مقدمًا من قبل الطرف الذي لا يفي بالتزاماته التعاقدية (على سبيل المثال، في حالة تأخر التسليم، أو عدم الدفع، وما إلى ذلك). على الرغم من أن القانون المغربي لا يعرف الشرط الجزائي صراحة على هذا النحو، إلا أن تطبيقه ينبع من المادة 264 من قانون الالتزامات والعقود (بصيغته المعدلة بموجب ظهير 1995). وبالتالي، يمكن للمورد أن ينص على غرامة ثابتة في حالة إخلال العميل. اعتبار رئيسي: يحتفظ القاضي بسلطة تعديل أو زيادة مبلغ الغرامة إذا اعتبر مفرطًا أو زهيدًا بشكل واضح. لذلك، يُنصح بصياغة شرط متوازن.

شرط الاحتفاظ بالملكية

شائع جدًا في عقود بيع المنقولات، يسمح هذا الشرط للبائع بالاحتفاظ بملكية البضائع المباعة حتى يدفع المشتري الثمن بالكامل. اعتبار رئيسي: لكي يكون هذا الشرط ساريًا وقابلاً للتنفيذ، خاصة في حالة إجراءات الإعسار التي تؤثر على المشتري، يجب النص عليه كتابةً بطريقة واضحة ودقيقة (على سبيل المثال، في عقد البيع، أو على الفواتير، أو إيصالات التسليم). وإلا، تنتقل الملكية قانونًا عند تسليم البضائع، وسيفقد البائع غير المدفوع له حقه في استرداد البضائع.

شرط القوة القاهرة أو استحالة التنفيذ

على الرغم من عدم وجود مادة في قانون الالتزامات والعقود تعرف القوة القاهرة بشكل شامل، إلا أنها تُفهم تقليديًا على أنها أي حدث غير متوقع ولا يمكن مقاومته وخارج عن سيطرة الأطراف، يمنع تنفيذ الالتزامات (على سبيل المثال، كارثة طبيعية، حرب، قرار حكومي غير متوقع). من الحكمة تحديد ما تعنيه الأطراف بالقوة القاهرة وعواقبها تعاقديًا. في حالة إثبات القوة القاهرة، يتم تعليق الالتزامات الرئيسية بشكل عام دون غرامة، أو قد يتم إنهاء العقد.

شرط التحكيم

في سياق العلاقات التجارية، بما في ذلك العلاقات الدولية، من الشائع إدراج شرط تحكيم. ينص هذا على أن أي نزاع ينشأ عن العقد سيُحال إلى التحكيم (على سبيل المثال، "يُحال أي نزاع إلى التحكيم من قبل مركز الدار البيضاء الدولي للوساطة والتحكيم - CIMAC - وفقًا لقواعده"). التحكيم هو وسيلة خاصة لتسوية المنازعات، معترف بها ومنظمة بموجب القانون المغربي رقم 08-05، بصيغته المعدلة بالقانون رقم 95-17. اعتبار رئيسي: في حالة عدم وجود مثل هذا الشرط، ستكون للمحاكم الحكومية المغربية، وخاصة المحاكم التجارية، اختصاص تسوية النزاعات. تعرف على المزيد حول هذا الموضوع في دليلنا حول تسوية المنازعات التجارية في المغرب.

شرط الاختصاص القضائي والقانون الواجب التطبيق

بشكل افتراضي، تقع النزاعات بين التجار ضمن اختصاص المحاكم التجارية لمقر المدعى عليه المسجل أو مكان تنفيذ العقد. لمزيد من اليقين القانوني، يمكن للأطراف تضمين شرط اختصاص إقليمي في العقد يحدد محكمة معينة. وبالمثل، في سياق دولي، من المفيد تحديد أن القانون المغربي هو القانون الواجب التطبيق على العقد.

شرط تحديد أو إعفاء المسؤولية

يسمح قانون الالتزامات والعقود بشكل عام للأطراف بتحديد مسؤوليتهم تعاقديًا عن عدم التنفيذ، باستثناء ما يتعلق بالالتزامات الأساسية للعقد أو في حالات الإهمال الجسيم أو سوء النية. اعتبار رئيسي: يجب صياغة هذه الشروط بوضوح كبير، مع تحديد سقوف التعويض أو حالات الإعفاء بدقة، ويجب ألا تتعارض مع النظام العام.

الشرط الواقف أو الشرط الفاسخ

الشرط الواقف (clause suspensive) يجعل تكوين العقد أو تنفيذه معلقًا على وقوع حدث مستقبلي غير مؤكد (على سبيل المثال، الحصول على رخصة بناء أو تمويل بنكي). لن يدخل العقد حيز التنفيذ بالكامل إلا بعد تحقق الشرط. الشرط الفاسخ (clause résolutoire) ينص على أن العقد سيُنهى تلقائيًا بقوة القانون عند وقوع حدث معين، غالبًا عدم وفاء أحد الأطراف بالتزاماته (على سبيل المثال، عدم السداد المستمر بعد إشعار رسمي). اعتبار رئيسي: حتى لو تم النص على شرط إنهاء، غالبًا ما يكون من الضروري الامتثال لبعض الإجراءات القانونية (مثل إشعار رسمي مسبق) لتسجيل إنهاء العقد رسميًا.

نقاط حذر عامة أخرى

  • الصحة الشكلية: تحقق مما إذا كان العقد يخضع لمتطلبات شكلية محددة. تتطلب بعض العقود، مثل بيع العقارات أو بعض الضمانات، صكًا رسميًا (موثقًا).
  • تحديد الأطراف: قدم دائمًا تفاصيل اتصال كاملة ودقيقة للأطراف المتعاقدة.
  • دقة الشروط: حدد بوضوح المواعيد النهائية وشروط الدفع والتزامات كل طرف.
  • التوقيع: تأكد من أن العقد موقع حسب الأصول من قبل ممثلين مفوضين لكل طرف.
  • العقود الدولية: تحقق من الاتفاقيات الثنائية ذات الصلة وكن حذرًا عند صياغة شروط عدم المنافسة (يجب أن تكون حدودها معقولة من حيث المدة والنطاق والامتداد الجغرافي).
  • حفظ السجلات: احتفظ بنسخة مؤرخة وموقعة من العقد كدليل قانوني.

لفهم شامل للجوانب القانونية الأساسية لأي استثمار في المغرب، راجع مقالنا الأساسي: الإطار القانوني لممارسة الأعمال التجارية في المغرب: دليل المستثمر.

هل تحتاج إلى استشارة قانونية مخصصة؟

محامونا المتخصصون متاحون لمساعدتك في جميع إجراءاتك القانونية في الدار البيضاء والمغرب.

احصل على استشارة قانونية