قانون الميراث في المغرب: ما يجب أن يعرفه الوافدون والمحليون

نشر في يونيو 2, 2025

قانون الميراث في المغرب: ما يجب أن يعرفه الوافدون والمحليون

يخضع نظام الميراث المغربي لمدونة الأسرة (المدونة)، المستوحاة من الشريعة الإسلامية. وهي تحدد من يرث وبأي نسب. المبدأ الأساسي هو تقسيم الميراث حسب الفروع وبحصص محددة. عمليًا، الورثة أصحاب الفروض هم الفروع (الأبناء، الأحفاد)، والأصول (الأب، الأم، الأجداد)، والزوج الباقي على قيد الحياة. القواعد صارمة: كل حصة (أو فريضة) محددة بموجب القانون وتعتمد على عدد الأبناء والبنات.

توزيع حصص الميراث: أمثلة

فيما يلي بعض الأمثلة على التوزيع:

  • الورثة ذوو الأولوية: إذا توفي أحد الوالدين، يكون لأبنائه وزوجه الباقي على قيد الحياة الأولوية. يحصل الأبناء (ذكورًا أو إناثًا) على حصة محسوبة وفقًا لقاعدة "للذكر مثل حظ الأنثيين". على سبيل المثال، الرجل المتزوج الذي يترك زوجة بدون أطفال ترث أرملته ربع التركة. إذا كان نفس الرجل لديه ابن وحيد، فلن تحصل الأرملة إلا على ثمن التركة، ويحصل الابن حينها على الجزء الأكبر من الممتلكات. إذا بقيت عدة بنات (بدون أبناء) على قيد الحياة بعد المتوفى، فإنهن يتقاسمن ثلثي التركة بالتساوي، وتحصل الأرملة على الثمن المتبقي.
  • الزوج الباقي على قيد الحياة: يعتمد حق الزوج على جنسه ووجود أطفال. إذا توفيت امرأة وتركت زوجها بدون أطفال، يرث الأرمل نصف الممتلكات (أو كلها إذا لم يكن هناك أقارب آخرون مقربون). في وجود أطفال من كلا الجنسين، لا يحصل الزوج إلا على ربع التركة، ويتم تقسيم الباقي بين الأطفال وفقًا للقاعدة القرآنية "للذكر مثل حظ الأنثيين".
  • الأصول والعصبات: في حالة عدم وجود أطفال وزوج باقٍ على قيد الحياة، يمكن للأجداد والأعمام والإخوة وغيرهم من الأقارب أن يرثوا. على سبيل المثال، في غياب ورثة أقرب، قد تعود التركة إلى إخوة الأم (تعصيب) أو يتم تقسيمها بين الأرملة وأفراد العائلة من جهة الأب. القواعد عديدة وتعتمد على الوضع العائلي المحدد.

حدود حرية التصرف وحالات الأجانب

من المهم معرفة أنه بموجب القانون المغربي، الميراث ثابت إلى حد كبير: لا يمكن مبدئيًا الخروج عن الحصص القانونية إلا في حدود ثلث التركة (الجزء القابل للتصرف بحرية)، لصالح الورثة أو الغير. يمكن إلغاء الوصايا التي تؤثر على أكثر من ثلث أصول التركة إذا اعترض أحد الورثة أصحاب الفروض.

بالنسبة للوافدين والأجانب، قد تطرح مسألة القانون الواجب التطبيق. مبدئيًا، تخضع الممتلكات الموجودة في المغرب للقانون المغربي، بغض النظر عن وضع الورثة. لا يعترف القانون المغربي بحرية اختيار قانون الميراث الواجب التطبيق (إلا بموجب الاتفاقيات الدولية). ومع ذلك، أبرم المغرب اتفاقيات (لا سيما مع فرنسا عبر اتفاقية عام 1980) تسمح للمواطن الفرنسي-المغربي بالاستفادة، بشروط معينة، من القانون المدني الفرنسي (عن طريق وصية أو خيار في عقد الزواج). في جميع الحالات، غالبًا ما تتطلب التركات الدولية تدخل موثق أو محامٍ على دراية بالاتفاقيات الدولية لتجنب تنازع القوانين.

باختصار: يتبع الميراث في المغرب بدقة الحصص التي حددتها الشريعة الإسلامية المقننة في مدونة الأسرة. وبالتالي، فإن حقوق الورثة (الأبناء، الزوج، الوالدين) محددة بموجب القانون (على سبيل المثال، "تحصل الأرملة على الثمن إذا كان هناك أطفال، والربع إذا لم يكن هناك أطفال"، ويحصل الزوج على الربع أو النصف حسب الحالة). يجب أن يكون الوافدون على دراية بذلك عندما يمتلكون أصولاً في المغرب: فبدون ترتيبات محددة، سيتم تسوية تركتهم وفقًا لهذه القواعد، والتي قد تختلف عن الممارسات الدولية.

يعد الميراث جانبًا حاسمًا في التخطيط المالي. لمزيد من المعلومات حول مختلف المسائل القانونية الشخصية، اقرأ مقالنا العام حول الدليل الشامل للشؤون القانونية الشخصية في المغرب.

هل تحتاج إلى استشارة قانونية مخصصة؟

محامونا المتخصصون متاحون لمساعدتك في جميع إجراءاتك القانونية في الدار البيضاء والمغرب.

احصل على استشارة قانونية