بعد الطلاق (أو انفصال الزوجين)، تكون الأولوية لمراعاة المصلحة الفضلى للطفل. تقنن مدونة الأسرة المغربية (الكتاب الثالث) قواعد الحضانة القانونية: فالحضانة تهدف إلى "حفظ الولد مما قد يضره، وتربيته، والقيام بمصالحه". يجب على الشخص الذي يتولى الحضانة أن يبذل كل ما في وسعه لضمان سلامة الطفل ورفاهيته الجسدية والنفسية.
إسناد الحضانة
طالما أن الزوجين متزوجان، تعود الحضانة بشكل مشترك إلى الأب والأم (المادة 164). عند فسخ الرابطة الزوجية (طلاق، وفاة، انفصال)، تحدد مدونة الأسرة ترتيبًا للأولوية: "تُخَوَّل الحضانة أولاً للأم، ثم للأب، ثم للجدة أم الأم". عمليًا، تُمنح الأم، إذا كانت قادرة، الحضانة الرئيسية للأطفال القاصرين قانونًا. إذا توفيت الأم، أو لم تكن قادرة على ممارسة الحضانة، أو في حالة غياب كلا الوالدين، يمكن إسناد الحضانة إلى الأقارب المقربين (بدءًا بالجدة أم الأم)، بقرار من المحكمة. يحرص القاضي حينها على حماية مصلحة الطفل على أفضل وجه (سكن لائق، تعليم، نفقة، إلخ).
مدة الحضانة
تستمر حضانة القاصرين حتى بلوغهم سن الرشد (18 عامًا). عمليًا، يمكن للطفل الذي يبلغ 15 عامًا كاملة أن يختار بنفسه بين والده أو والدته لتولي حضانته. يجب أن يحترم هذا الاختيار مصلحة الطفل وأن يحصل على موافقة الممثل القانوني. إذا تعذر الحصول على الموافقة، يبت القاضي في الأمر بناءً على مصلحة القاصر.
التزامات الحاضن
يجب على الوالد الذي لديه حضانة طفل أن يشرف على تربيته وصحته وتعليمه. بشكل خاص، يجب على الأب أو الأم المكلف بالحضانة "أن يسهر بعناية على تربية وتوجيه الطفل المحضون دراسيًا". لا يمكن فصل الطفل عن منزل الشخص الحاضن إلا بعد تنفيذ التزامات الوالد المدين (السكن، النفقة) كما أمرت بها المحكمة. النفقات المتعلقة بالحضانة (السكن، المصاريف المختلفة) يتحملها مبدئيًا الوالد الذي يعيل الطفل، دون المساس بحقه في المطالبة لاحقًا بالنفقة المستحقة.
باختصار، في المغرب، تحتفظ الأم المطلقة عمومًا بحضانة أطفالها القاصرين بشكل افتراضي، لكن الأب يظل ملزمًا بواجبه في الإعالة (السكن، النفقة). يمكن لقاضي الأسرة مراجعة ترتيبات الحضانة والزيارة إذا اقتضت مصلحة الطفل ذلك، خاصة في حالة تغير الظروف (زواج جديد، انتقال، إلخ). يُنصح بتوثيق قرار قضائي بالحضانة لضمان الأمان القانوني للطفل والوالدين.
لفهم الإطار العام لقانون الأسرة والجوانب القانونية الأخرى بشكل أفضل، راجع دليلنا حول الدليل الشامل للشؤون القانونية الشخصية في المغرب.